مسؤول أممي: العراق يفتقر إلى دور أكثر نشاطاً للمرأة
مسؤول أممي: العراق يفتقر إلى دور أكثر نشاطاً للمرأة
اعتبر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ورئيس بعثة يونامي، الدكتور محمد الحسان، أن مشاركة المرأة العراقية في مراكز صنع القرار لا تزال محدودة، مشددًا على أن العراق اليوم يفتقر إلى دور أكثر نشاطًا للمرأة في الشأن العام.
ووفقا لبيان نشرته البعثة، السبت، أعرب الحسن خلال كلمته في احتفالية اليوم الدولي للمرأة، التي أقيمت في قصر عباسي تاريخي، عن قناعته بأن الوقت قد حان لمنح المرأة العراقية مساحة أوسع في صنع السياسات وإدارة الدولة، معتبرًا أن تمكينها يعد ضرورة وطنية لا بد منها.
وأوضح الحسن أن التاريخ العراقي زاخر بالنساء اللاتي أسهمن في تقدم المجتمع، ليس فقط في العصر الحديث، بل على مدار الحضارات القديمة التي نشأت على أرض بلاد الرافدين، وأكد أن المرأة العراقية لعبت دورًا جوهريًا في بناء الحضارة، وتحملت مسؤوليات كبيرة في مختلف المجالات.
وأشار إلى أن العراقيين، رجالًا ونساءً، يملكون إرثًا حضاريًا يحق لهم الفخر به، لكنه اعتبر أن عدم استثمار إمكانيات المرأة في الوقت الحالي يمثل إهدارًا لفرص التنمية والتقدم.
تمكين المرأة بالمناصب القيادية
شدد المسؤول الأممي على ضرورة تعزيز حضور المرأة في مواقع القيادة، معتبرًا أن تمثيلها الحالي في دوائر صنع القرار لا يتناسب مع إمكانياتها، حيث طرح تساؤلًا مهمًا: لماذا لا نرى امرأة عراقية في منصب رئيس الجمهورية، أو رئيس الوزراء، أو رئيس البرلمان؟
وأكد أن دستور العراق يعد من بين الأكثر تقدمًا في المنطقة، حيث يمنح مساحة واسعة لمشاركة المرأة في صنع مستقبل البلاد، لكنه أشار إلى أن التحديات الاجتماعية والسياسية ما زالت تعوق وصولها إلى المناصب العليا.
ودعا الحسن إلى التركيز على المستقبل، مؤكدًا أن تحويل التحديات إلى فرص هو السبيل الأمثل لتحقيق التغيير.
وأشار إلى أن التحديات تصنع القادة، والفرص تولد النجاح، داعيًا إلى تهيئة بيئة داعمة تمكن المرأة العراقية من تحقيق طموحاتها والمساهمة في بناء الوطن.
وأكد أن الحفاظ على استقلالية القضاء يمثل ركيزة أساسية في بناء دولة ديمقراطية، مشددًا على أهمية العمل الجماعي لتحقيق العدالة والمساواة بين جميع المواطنين.
تحقيق المواطنة في العراق
شدد على أن العراق بلد يتمتع بهوية فريدة، ويجب استثمار هذا التميز في بناء دولة تقوم على المواطنة المتساوية، وأكد أن ضمان حقوق المرأة وتعزيز دورها في مختلف المجالات يعد خطوة ضرورية نحو بناء عراق أكثر استقرارًا وعدالة.
ورفض فكرة الاعتماد على نماذج مستوردة لتمكين المرأة، معتبرًا أن العراق قادر على تطوير استراتيجيات تتماشى مع ثقافته وتقاليده، دون الحاجة إلى استنساخ تجارب من الخارج.
ورفع صوته عاليًا، قائلاً: "تحيا المرأة العراقية.. بعلمها وثقافتها، من الفاو جنوبًا إلى زاخو شمالًا".
وأكد أن الأمم المتحدة ملتزمة بدعم المرأة العراقية في مسيرتها نحو المساواة والتمكين، ودعا جميع العراقيين وصناع القرار إلى الحفاظ على المكتسبات التي حققتها المرأة العراقية، والعمل على تعزيز دورها في مختلف المجالات.